قيود صهيونية على سفر أمريكيين لفلسطين تزعج واشنطن

أعلنت الولايات المتحدة الأميركية رفضها للقيود الجديدة التي بدأت حكومة الاحتلال فرضها على الزائرين من حملة جوازات السفر الأجنبية، بما فيها الأميركية، للأراضي الفلسطينية.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية: "نحن ندرك أن حكومة (إسرائيل) بدأت مؤخرا استخدام تدابير تقيد دخول الناس إلى الضفة الغربية عبر جسر اللنبي (بين أريحا والأردن)، مثل استخدام ختم يقول، أن الدخول هو إلى مناطق السلطة الفلسطينية فقط".

وأضافت: "لقد استفسرنا من الحكومة الإسرائيلية عن هذا الموضوع وطلبنا توضيحات حول هذه السياسة حتى نتمكن من إبلاغ المسافرين".

وتابعت الوزارة في بيان: "لقد أكدنا مرارا للحكومة الإسرائيلية أن الولايات المتحدة تتوقع معاملة جميع الرعايا الأميركيين بصورة متساوية، بصرف النظر عن أصلهم القومي أو جنسية أخرى، وقلنا إن هذه القيود تؤثر بشكل غير عادل على المسافرين الفلسطينيين والعرب الأميركيين وهو أمر غير مقبول".

ويقول مسؤولون فلسطينيون: إن السلطات الإسرائيلية دأبت في الآونة الأخيرة على إصدار تأشيرات دخول لمناطق السلطة الفلسطينية للفلسطينيين الذين يحملون جوازات سفر أجنبية وللأجانب القادمين للعمل أو زيارة الضفة الغربية وقطاع غزة فقط في جسر اللنبي فيما بدأت إلزام القادمين من خلال مطار تل أبيب بتوقيع تعهد بعدم دخول الضفة الغربية.

وأشارت الخارجية الأميركية إلى أن "حكومة (إسرائيل) تعتبر المواطنين الأميركيين الذي يحملون أيضا الجنسية الإسرائيلية أو المطالبين بالجنسية المزدوجة على أنهم مواطنون إسرائيليون وذلك لأغراض الهجرة وغيرها من الإغراض القانونية، فعلى سبيل المثال، الطفل الأميركي من والد إسرائيلي يعتبر مواطنا إسرائيليا من قبل موظفي الهجرة الإسرائيليين وينطبق على هذا الطفل القانون الإسرائيلي سواء بالقدوم او المغادرة من (إسرائيل)".

وأضافت"أما المواطنون الأميركيون الذين تشتبه السلطات الإسرائيلية في أنهم من أصل عربي أو مسلم فإنه من المرجح أن يواجهوا تحقيقا إضافيا، وغالبا ما تستغرق وقتا طويلا من قبل سلطات الهجرة والحدود وقد يمنعون حتى من دخول إسرائيل اذا ما تبين للسلطات الإسرائيلية أن لديهم طلب اقامة في الضفة الغربية او غزة او كان لديهم طلب لبطاقة هوية فلسطينية، فإن الحكومة الإسرائيلية قد تطلب من هؤلاء المواطنين الأميركيين استخدام وثيقة السفر الصادرة عن السلطة الفلسطينية لعبور إسرائيل والدخول إلى الضفة الغربية او غزة، هكذا إجراء قد يتخذ ضد مواطنين أميركيين إذا ما كان أقاربهم من الدرجة الأولى او أجدادهم ولدوا في الضفة الغربية أو قطاع غزة، ويقيم حاليا هناك، او عاش هناك لمدة طويلة من الوقت".

وتابعت: "المواطنون الأميركيون الذين يحملون بطاقات هوية فلسطينية وأيضا الأشخاص الذين تقرر السلطات الإسرائيلية أنهم طلبوا بطاقة هوية فلسطينية ينظر إليهم على أنهم خاضعون للقانون الإسرائيلي وللأنظمة التي تطبقها إسرائيل على سكان الضفة الغربية وغزة بصرف النظر عن حقيقة إنهم يحملون الجنسية الأميركية، رقم الهوية الفلسطينية قد يكون فاعلا او غير مفعل، إذا كان فاعلا فإن الحكومة الإسرائيلية قد تختم رقم الهوية الفلسطيني على جواز السفر الأميركي وقد يطلب منه الحصول على وثائق سفر فلسطينية قبيل مغادرته لإسرائيل".

وزادت: "أضف إلى ذلك فإن المواطنين الأميركيين الذين بحوزتهم أو يستحقون بطاقة هوية فلسطينية والذين دخلوا (إسرائيل) من خلال مطار بن غوريون قد يطلب منهم المغادرة من خلال معبر اللنبي الى الأردن، عند الوصول فإن هؤلاء الأشخاص قد يرغبون بسؤال سلطات الهجرة الإسرائيلية عن المكان الذي يتوجب عليهم المغادرة من خلاله".

وذكرت "أضف إلى ذلك فإن المواطنين الأميركيين الذين بحوزتهم (أو الذين تتوفر فيهم شروط الحصول على) بطاقة هوية فلسطينية قد يمنعون على الأرجح من الدخول إلى (إسرائيل) عبر مطار بن غوريون ويتم إبلاغهم بأن عليهم الدخول إلى (إسرائيل) من الأردن عبر جسر اللنبي".

وأشارت إلى انه "في حزيران 2009، بدأت الحكومة الإسرائيلية تحد بشكل انتقائي دخول بعض المسافرين إلى الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، أو إلى إسرائيل والقدس. حتى الآن، فإن الحكومة الإسرائيلية لم تقدم معلومات عن فئات المسافرين التي من المتوقع أن تكون خاضعة لهذه القيود.

ومع ذلك، فإن مسئولي الحدود الصهيونية في مطار بن غوريون بدأوا مطالبة بعض المسافرين التوقيع على نموذج يشير إلى أن هذا المسافر ممنوع من الدخول إلى الأراضي التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية ما لم يحصل على إذن مسبق من "منسق الأنشطة الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية"، وإن انتهاك هذا القيد قد يؤدي إلى ترحيل المسافر من (اسرائيل) ومنعه من الدخول لفترة تصل إلى 10 سنوات".

وأضاف: "في جسر اللنبي، كما هو الامر في مطار بن غوريون، فإن سلطات الحدود الإسرائيلية بدأت استخدام اختام دخول جديدة لبعض المسافرين جاء فيها "إلى مناطق السلطة الفلسطينية فقط"، وبما إن الدخول عبر المرور من معبر اللنبي إلى القدس أو غزة يتطلب عبور نقاط التفتيش الإسرائيلية وأراض تسيطر عليها (إسرائيل)، فإن هذا القيد يلزم المسافر بالدخول إلى الضفة الغربية فقط، لقد تم استخدام هذا الختم حتى مع أشخاص لا أصل فلسطينيا او عربيا لهم ولا يبدوا عليهم أنهم طلبوا الحصول على بطاقة هوية فلسطينية".

وشددت على أن "الولايات المتحدة تسعى إلى معاملة متساوية مع جميع المواطنين الأميركيين بصرف النظر عن العرق أو الأصل القومي" وقد حثت المواطنين الأميركيين الذين يواجهون صعوبات على الاتصال مع السفارة الأميركية في تل أبيب او القنصلية الأميركية العامة في القدس