ذهب للتبرع بالدم فاكتشف أنه مصاب بالكبد الوبائي

لم يكن الشاب محمد يونس25 عاماً من مدينة غزة، يدري أن مشاركته في حملة للتبرع بالدم في منطقة الدرج ستكون سبباً في كشف أخطر الأوبئة لديه، وأنه سيضاف إلى مرضى- "التهاب الكبد الوبائي" ، وهو ما يطلق عليه "الهيباتايتس" ، ليبدأ حياة ومسار جديد.

كان الشاب المذكور، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه كاملاً، وهو أب لطفلين، شارك في حملة للتبرع بالدم، نظمتها دائرة العلاقات العامة في حركة –حماس، في حي الدرج، قدم وحدة من دمه لصالح شهداء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة.
تبرعه بالدم
ويقول محمد بسرية تامة عن تبرعه، "إن منزله الملاصق لأحد مساجد الحي، كان يردد عبر مكبرات الصوت الدعوة التبرع بالدم للجرحى والمرضى، حيث كان يجلس مع أسرته الصغيرة، وبعد تردد لم يطل كثيراً وبدافع من زوجته، قرر المشاركة في هذه الحملة للمرة الأولى في حياته، حيث كانت تراوده هواجس في سحب الدم.

ويضيف " أنه توجه لمكان التبرع بخطى متثاقلة، حيث شجعه أحد الأصدقاء، وهناك قدم وحدة من دمه داخل المركز المخصص، ويشير إلى أنه كان يتمنى التبرع منذ أيام الحرب، إلا أن صعوبة التنقل منعته، وأن تردده سببه عدم محاولته التبرع بدمه مسبقاً.

وأشار إلى أنه بعد عدة أيام، توجه إلى بيت مشرف الحملة في المنطقة، وسلمه خطاباً لمراجعة دائرة الطب الوقائي بعيادة الرمال بغزة، بعد أن جهز له كتاباً باسم دائرة العلاقات العامة بمنطقة الدرج، وأبلغه أنه تم

التنسيق للشاب محمد كان عبر الدائرة الطبية لمتابعة حالته، حيث اكتشف إصابته بهذا الوباء، وتم تقديم كافة التطعيمات والعقاقير المطلوبة له، وطمأنته بشأن حالته.
دور كبير في خدمة شعبهم
وأشاد الشاب بجانب السرية، الذي اتبعته دائرة العلاقات العامة بمنطقة الدرج في إبلاغه وعدم إشاعة الخبر حفاظاً على خصوصيته، ولمنع النفور والتخوف منه من قبل المواطنين، كما أشاد بالدور الكبير، الذي تقدمه له الجهات الطبية في مستشفى الشفاء بغزة.

ودعا كافة الشباب والمواطنين على اختلاف أعمارهم وجنسيتهم التوجه الفوري والمشاركة في حملات التبرع بالدم، وعد ترك الهواجس لديهم كما حدث معه، مؤكداً أن هذه المشاركة تعود بالنفع عليه.
حالتين جديدتين
من جانبه، قال أمين سر الدائرة بمنطقة الدرج أبو الحسن :" إن هذه الحملة، التي شارك فيها الشاب المذكور وجد أيضاً حالتين، إحداهما لرجل يبلغ من العمر 47 عاماً، والأخرى لشاب، وإنه تم تقديم كافة المتابعة الطبية والصحية الكاملة لهم، رغم أن إجراءات الفحص قبل قبول الدم، والمتابعة مكلفة مادياً، إلا إن صحة المواطنين تفوق هذه الأمور، موضحاً أن الدائرة في المنطقة اكتشفت المثير من الحالات، وتم التعامل معها بنفس الطريقة.

وبشأن متابعة الأمور بشكل سري، ذكر أبو الحسن أن الدائرة تعمم على مشرفيها وممثليها الحفاظ على سرية الأشخاص في هذه الأمور، وتوفير كافة المتطلبات لهم، مشيراً إلى أن الدائرة تقوم بشكل دوري بإقامة حملات للتبرع في المناطق الصغرى داخل الحي.

ودعا أبو الحسن المواطنين للمبادرة بالتبرع بالدم لإنقاذ الجرحى من جهة، والاطمئنان على صحتهم من جهة أخرى، مؤكداً في الوقت ذاته، أن القدر كان سبباً في اكتشاف حالته بعد تلبيته نداء في المسجد عبر مكبرات الصوت.