عامل نظافة بغزة يعثر على وسادة بها كمية من الذهب

عثر المواطن "حسن موسى الدده" 52 عاما من سكان منطقة الزرقاء غرب حي التفاح بمدينة غزة على وسادة بها كمية من الذهب يعود لاحد المواطنين من مخيم الشاطىء.

وقال الدده والذي يعمل على بند البطالة في بلدية غزة، خرجت صباحا كما أخرج يومياً للعمل وكان نصيبي في ذلك اليوم أن أعمل في منطقة معسكر الشاطئ.

جزء من نص الحوار

** كيف تم اكتشاف الذهب داخل الوسادة؟
والله بعد فترة بسيطة من الزمن, ونظرا لأن الوسادة كانت ممزقة كان بعض الأبناء الصغار يلعبون ويلهون بها, وأثناء تفقد أحد أبنائي لمحتويات المنطقة الفارغة بجوار المنزل, قرر أن يستخدم الوسادة عند جلوسه في هذا المكان الفارغ , فطلب من والدته أن ترتب وتجهز له هذه الوسادة حتى لا يستخدم وسادة من وسادات المنزل, وبدأت زوجتي في ترتيب الوسادة وإصلاحها وتهيئتها , وأثناء تفريغ محتواها وإذا بها تجد بداخلها قطعة قماش صغيرة تسمي " محرمة" وهي مغلقة تماما, وفورا اتصلت زوجتي بي, وقالت لقد عثرت علي قطعة قماش داخل الوسادة وعلي ما يبدوا أن بداخلها ذهب , فقلت لها عندما أعود إلي المنزل سوف أتصرف, وفعلا بعد انتهاء دوامي في البلدية , عدت إلي المنزل وفتحنا قطعة القماش التي كانت بداخل الوسادة وإذا بنا نجد فيها قطع من أساور الذهب.

** ماذا فعلت أنت في هذه اللحظة , وكم تقدر كمية الذهب ؟
في بداية الأمر حاولت أن أتذكر من أين أتيت بالوسادة لكنني لم أتذكر نظرا لأنه مر عليها فترة من الزمن , وأنا أعمل كل يوم في منطقة مختلفة, ولكن لحسن الحظ بعد أن فتحنا قطعة القماش وجدنا فيها أساور ذهب ويوجد فيها ما يسمى بالفاتورة, ومكتوب فيها اسم صاحب الذهب وكمية الذهب التي فيها، وهو عبارة عن 800 جرام أساور حية.

** ماذا فعلت بعد ما تعرفت علي اسم صاحب الذهب؟
علي الفور وبعد أن قرأت اسم صاحب الذهب, اتصلت علي مسئول قسم النظافة في بلدية غزة وهو الأخ علاء سمور, وشرحت له القصة ونظرا لان الأخ علاء من سكان منطقة الشاطئ , فقال لي أنا سأساعدك في الوصول إلي أصحاب الذهب، فقلت له أنا لا أريد أن أتصرف في هذا الذهب حتى نصل لصاحبه, وذهبنا إلي أحد المحال التجارية في منطقة الشاطئ كي نسأله عن الرجل المسجل اسمه في الفاتورة, فسألنا عن سبب سؤالنا عنه, فقمنا بإظهار الفاتورة التي كانت موجودة في قطعة القماش, فقال لنا لو وقع مبلغ اصغر من هذا المبلغ بأيدي مواطن أخر, لقام بأخذه دون أن يعيده لأصحابه, ودلنا على رجل من نفس عائلة صاحب الذهب، فذهبت أنا وابني وسائق التاكسي وأحد رجال عائلتي لمنزل صاحب هذا الرجل في معسكر الشاطئ , وقد سألنا عن الاسم الموجود في الفاتورة لكن الرجل الذي قابلنا قال هذا ليس اسمي وإنما اسم والدي, وقال مستفسراً ماذا تريدون منه؟ قلنا نحتاجه في أمر بسيط يخصنا, فذهب الرجل معنا إلى منزل والده في حي الرمال.

** كيف شرحت له القصة وتعرف علي الذهب؟
قمت بسرد القصة لصاحب الذهب من بدايتها بعدما عرفته بنفسي, ولكنه استغرب وقال ليس لدي علم في هذا الموضوع, ولكنه استدرك وتذكر الوسادة وقال: هذه وسادة زوجتي التي توفيت قبل ثلاث سنوات ونحن بعد تنظيف المنزل وجدنا الوسادة قديمه فقمنا بإلقائها خارج المنزل, لكن ليس لدينا علم أنه يوجد بها ذهب, قدمت له الذهب وأعدت الحق لأصحابه وأنا مرتاح الضمير، فقام صاحب الذهب وقدم لي مبلغ من المال يقدر ب " 400 دينار أردني" وقال هذا حلوان لك, رفضت في بداية الأمر أخذ هذا المال, ولكنه أصر علي تقديمه لي.

** بعد أن سلمت الأمانة إلي أصحابها, ما هي المواقف التي واجهتك؟
بعد تسليم الذهب لأصحابه, سمع زملائي وجيراني بالقصة كما سمع بها سكان منطقة الزرقا, ولكنهم في بداية الأمر لم يكونوا يعلموا أني قد أعدت الذهب لأصحابه, فبعضهم قال عني قد عثر علي ذهب ورجع ليعمل في البلدية, فسردت لهم القصة وأخبرتهم أنني قد أعدت الأمانة لأصحابها, وعندما أخبرتهم بذلك انتقدني كثيرا منهم, وقالوا لي هذا رزق جاء لك فلماذا لم تحافظ عليه.

** لو تحدثنا عن شعورك لحظة إعادة الذهب لأصحابه؟
لقد شعرت بارتياح كبير بعد إعادة الأمانة لأصحابها, والحمد الله لم يصيبني أي تردد في إعادتها, رغم ارتفاع بعض الأصوات التي تقول هذه رزقه جاءت لك فحافظ عليها, لكنني وبمساعدة زوجتي وأبنائي وزوجات أبنائي , قررنا أن نعيد الأمانة لأصحابها وخاصة أن اسم صاحبها موجود, وقد أجمعنا داخل البيت أننا لو لم نجد رغيف الخبز, لا نريد أن ندخل علي منزلنا مال حرام.

** بعد إعادة الأمانة لأصحابها ,, هل قدمت لك بلدية غزة حوافز معنوية أو مالية ؟
بعد القصة مباشرة أرسل لي رئيس بلدية غزة م. رفيق مكي, وجلست معه وقدم لي مكافأة حوالي " 100 دينار أردني", وقال لي نحن في إدارة بلدية غزة سنقوم بتثبيتك في العمل حتى لا تستمر علي بند البطالة , فقلت له أنا عمري " 52 عام" وإذا قمتم بتثبيتي, فهي فترة بسيطة وسأصل للمعاش, ولكنني عندي طلب هو, أن أستمر أنا في العمل علي بند البطالة وأن تقوموا انتم بتثبيت أحد أبنائي في هذا المكان الذي تريدون أن تثبتونني فيه , وبعد فترة بسيطة اعتذر رئيس البلدية عن تثبيت أحد أبنائي, وقال لي لا يمكن تثبيته نظرا لظروف خاصة داخل البلدية, وإنما سنوفر له بطالة 6 شهور, وبعد هذه البطالة بإذن الله سنبحث في الأمر.

** هل من رسالة توجهها لإدارة بلدية غزة؟
بداية أوجه رسالة شكر لرئيس بلدية غزة وأعضاء المجلس البلدي ولكل العاملين فيها, وأطالب رئيس بلدية غزة أن يساعدني في تثبيت أحد أبنائي, خاصة أن ظروفي الاقتصادية صعبة وأنا متقدم في السن وهم يعلمون ذلك, وكثير من الأحيان أخذ أحد أبنائي الصغار ليساعدني في انجاز عملي في النظافة , كما أجدد دعوتي للبلدية بصفة عامة ولرئيس البلدية بصفة خاصة أن يساعدني, لأن وضع أبنائي صعب للغاية.

** رسالة أخيرة توجهها للمواطنين , وخاصة الذين تقع في أيديهم أمانه لغيرهم؟
أقول رسالتي للجميع أن الأمانة هي فوق كل شيء, فوق الظرف الاقتصادية الصعبة, فوق الحاجة المالية الماسة, كما أدعوا الجميع عندما تقع في أيديهم أمانه أن يسعوا جاهدين ليردوها إلي أصحابها , لأن مال الدنيا لا يغني عن عذاب الآخرة شيء, وأن ما يعمله الإنسان في دنياه يجده في أخرته, فإن كان خير فسيجد خير وإن كان شر سيجد شر.

بدأت العمل أنا وزميل لي وأخذنا نجمع القمامة وأثناء العمل وجدنا أنا وزميلي وسادة قديمة جدا وبجوارها فرشة أسفنجية أيضا قديمة ولا تصلح لشيء , وقد رفض زميلي أن يأخذ الفرشة والوسادة لمنزله , ولكنني بسبب وضعي المالي الصعب قررت أن أخذ هذه الوسادة إلي بيتي.

وأضاف المواطن لشبكة فجر الإعلامية: "ركنت الوسادة جانبا في البيت وبعد فترة من الزمن قررت زوجتي ان تقوم بتنظيفها وترتيبها لنستخدمها، واثناء ترتيبها لتلك الوسادة وجد بداخلها قطعة من القماش بداخلها كمية من الذهب وفاتورة بكمية الذهب وتقدر بـ 800 جرام أساور حية، واسم صاحبه".

وتابع: وبعد ذلك توجهنا لنبحث عن اسم صاحب الذهب الموجود في الفاتورة وبالفعل عثرنا عليه وأرجعنا له الذهب.