باحث : العدو نجح بإخضاع مصر لخنق غزة بالجدار

باحث : العدو نجح بإخضاع مصر لخنق غزة بالجدار

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عمان-فلسطين الآن- أكد الكاتب والباحث الفلسطيني ناجي علوش ، أن العدو الصهيوني "لم يكن يرمي من خلال عدوانه إلى معاقبة غزة وحدها، ولكن إلى إخافة مصر، وفرض شروط عليها وإخضاع ما تبقى منها، بحيث نجح بعزلها عن عمقها العربي ومحيطها.

وعبر عن أسفه أن إخضاع مصر إلى حد المشاركة في حصاره لغزة، كان بمثابة النجاح الوحيد الذي حققه الكيان من وراء عداونه على غزة ، وخاصة بعد البدء ببناء الجدار الفولاذي لمحاصرة أهل غزة الذين يعتمدون في احتياجاتهم الأساسية على الإنفاق ،وهذا سيزيد من حالة الحصار الخانقة على الشعب، وللأسف يحدث هذا بيد مصر ".

وأوضح أن "العدو الصهيوني له إستراتيجية واضحة منذ حرب 48، وهو يكرس نفسه في أية حرب يقوم بها، وحروبه هي حلقات من إستراتيجية متكاملة، وهدفها،سحق ومحق القوى المقاتلة وعزل هذه القوى عن محيطها العربي و إشعار العرب دائما أنهم ضعفاء أمامه، وهم قوى ساحقة وماحقة مسيطرة تستطيع في كل معركة أن تباهي بانتصارات خيالية، لا تحققها إلا الجيوش العظمى"

وأشار إلى أن العدو حاول تحقيق هذه الإستراتجية في العدوان على غزة، "وهو يعرف أن غزة ليست بلادا واسعة، ولا منطقة فيها جبال وصخور وغابات، بل هي مدينة صغيرة محاصرة، ومع ذلك حشد لقتال هذه المدينة قوى كبيرة بآليات متطورة، واعتقد أنه يتعامل مع قوى ستهرب من الطلقة الأولى، كما كان يحدث في حروبه مع الجيوش العربية، فراهن على هذا، وهاجم غزة بقوة ساحقة جوا وبرا، ولكي يحدث أثرا نفسيا على المقاتلين، اعتمد على سياسية التدمير الكثيف والسريع من الضربة الأولى، فبدأ هجوما كاسحا على البشر والشجر والحجر، ليحدث تأثيرا على المقاتلين، ولكنه عجز عن تحقيق ذلك.

دروس وعبر

وأشاد بمقاتلي غزة واعتبرهم احدي دروس وعبر عدوان غزة مشيراً إلى حالة التجاذب العالمي مع المقاومة في غزة التي أعادت "النبض لقضية الأمة "قضية فلسطين"، وهذا ما على الفصائل أن تأخذه بعين الاعتبار، وأن لا يتم إهماله" وشدد على أن العدو الصهيوني أدرك للمرة الثانية بعد التعامل مع المقاتلين في لبنان وغزة أنه أمام مجموعة تؤمن بما تفعل، وهدفها الوحيد النصر أو الشهادة.

وسخر علوش من حديث العدو عن تحقيق انتصارات في غزة وقال " لما عجز العدو عن إرهاب المقاومين لجأ إلى قصف المدنيين والأطفال واستخدامهم غطاء ساترا أمام دباباته، فإذا أراد أن يتحدث عن انتصارات فسيتحدث عن أنه قد شرد المدنيين وأحرقهم، ولكنه لا يستطيع أن يذكر أنه خرج من غزة وهو يجر أمامه مئات من القادة والمقاتلين كما كان يحلم. وهذا هو الدرس الثاني.

وشدد الكاتب الفلسطيني على أن دروس غزة كبيرة وجليلة، ويجب استيعابها جيدا لمواصلة الحرب على العدو الصهيوني الذي ستزداد شراسته، خاصة أن هذا العدو يدرك ما يحيط به من أخطار بعد حرب لبنان وغزة ، ورأى أن من العبر التي على الجميع الأخذ بها هو "سقوط ما يسمى بحديث السلام مع العدو الصهيوني، وعلينا أن لا ننخدع بالدور الأمريكي الماكر، وهو ليس طرفا محايدا، والطرف الأمريكي ملتزم بالعدو التزاما كاملا من حيث التدريب والتسليح وتزويده بالتكنولوجيا الحديثة..