يا سيد أبو الغيط...اعرف عدوك قبل إطلاق التصريحات...!! يا سيد أبو الغيط...اعرف عدوك قبل إطلاق التصريحات...!!

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يا سيد أبو الغيط...اعرف عدوك قبل إطلاق التصريحات

منذ
أن بسطت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سيطرتها على قطاع غزة، وأنهت
هيمنة الأجهزة الأمنية التابعة لحركة فتح، بعد دوامة "مصطنعة" من الفوضى
الخلاقة التي أعلنتها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس
والتحذيرات لا تتوقف من خطر قادم من غزة يهدد أمن مصر القومي.

وقد تصاعدت موجة الخوف من حماس أو التخويف منها -إذا أردنا الدقة- بعد أيام قليلة من الانفجار الشعبي الذي وقع في غزة، ودفع آلاف المحاصرين إلى عبور الحدود
المصرية، وتحولت أغلب أعمدة الصحف وبرامج التليفزيون المصرية إلى منابر
للتعبير عن القلق على مصير الأمن القومي المصري، ، فلا هم فرقوا بين "شقيق يلوذ بمصر وعدو يتربص بها، ولا فرقوا بين الأمن القومي والأمن العام، ولا بين أمن الوطن وأمن المخافر والثكنات".

جاء
بناء مصر لجدار فولاذي على حدودها مع قطاع غزة ، ليزيد من معاناة سكانه
المحاصرين ، فضلا عن مخاطره على المياه الجوفية لقطاع غزة ، بزعم
المسئولين المصرين بأن بناء الجدار جاء حفاظا للسيادة المصرية وحماية
لأمنها القومي.

هذا
الأمر المبالغ فيه يجعل الكثيرون يتساءلون "ما هو تعريف الأمن القومي قبل
أن نعرف ما يهدده على صعيد مصر ، سؤال يجيب عنه الدكتور عبد المنعم المشاط، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، في أطروحته للدكتوراة حول الأمن القومي بالقول:"إن الأمن القومي له تعريفات كثيرة. وإنه من ناحيته ينحاز إلى التعريف الذي يعتبر أنه كل ما من شأنه أن يؤثر على قدرة الدولة على حماية مصالحها القومية، وقد اعتبر روبرت مكنامارا وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، ورئيس البنك الدولي بعد ذلك، أن الأمن القومي هو التنمية".

"كلام جرايد"

وعندما سئل عما حدث من جانب أهل غزة هل يعتبر عدوانا على الأمن القومي المصري؟ فرد قائلا: قطعا لا، وحينما لفت انتباهه إلى ما تنشره الصحف في هذا الصدد، قال إن هذه حكاوي الأمن القومي، التي تحمل على "كلام الجرايد" ولا تحمل على العلم بالموضوع.

ثم استطرد مضيفا:"عبور الحدود من جانب المدنيين الفلسطينيين الذين يتعرضون للتجويع والإبادة الجماعية لا علاقة له بتهديد الأمن القومي. صحيح أن عبور الحدود يعد خطأ من الناحية القانونية، لكن الوضع شديد الخصوصية للفلسطينيين المحاصرين يجعل تصرفهم وضعا استثنائيا خاصا جدا تفهمته القيادة المصرية وأعذرتهم فيه.

وتابع: "إن مسألة العبور غير الشرعي للحدود باتت شائعة في هذا الزمن، وفي الولايات المتحدة ذاتها عشرة ملايين شخص تسللوا عبر الحدود ودخلوا إلى البلاد ليقيموا فيها، ولم يقل أحد إن ذلك يهدد الأمن القومي للبلد، وهو وضع لا يمكن مقارنته بالفلسطينيين المحاصرين الذين عبروا الحدود بهدف توفير احتياجاتهم المعيشية. وحتى إذا تخلف بعضهم عن العودة، فإن ذلك يعد مخالفة تعالج بالطرق القانونية، وبروح التفهم والأعذار، لكنها لا تعد جريمة ولا اعتداء على السيادة أو الأمن القومي. ومثل ذلك التفهم والأعذار ينبغي أن يسود فيما لو حدثت أي كارثة طبيعية في السودان لا قدر الله، اضطرت خمسين أو مائة ألف من السودانيين لعبور الحدود إلى مصر ومثل هذا النزوح شائع في الدول الأفريقية التي تعاني من الاضطرابات، والحاصل في كينيا والصومال وتشاد هذه الأيام يشهد بذلك".

أمر مبالغ فيه

أما ، الكاتب والمحلل السياسي المصري فهمي هويدي اعتبر من جهته، بأن التعبئة الإعلامية في مصر التي ظلت تلوح بخطر تهديد الأمن القومي المصري جراء ما حدث
وقعت في محظور التغليط، وأذهب في ذلك إلى أن الحوادث التي وقعت
آنذاك،والتي بولغ في حجمها إعلاميا بصورة غير مبررة، بما في ذلك الاشتباك
مع عناصر حرس الحدود المصرية، لا تعد بدورها تهديدا للأمن القومي؛ إذ تظل من قبيل حوادث الإخلال بالأمن "

ورأى أن هذه الحوادث ينبغي أن تعطى حجمها الطبيعي وأن توضع في سياقها بحسبانها تعبيرا عن تهور بعض الشبان وانفعالهم، بسبب منعهم من العبور. مع ملاحظة أن هؤلاء طرف مسكون بالغضب بسبب الحصار الخانق، ثم إنهم أشقاء وليسوا طرفا معاديا. وبالتالي فإن تصرفهم يمكن أن يكون أقرب إلى ما يحدث أحيانا في غضب أهالي بعض القرى أو المتظاهرين في مصر، الذي يرتب اشتباكا مع قوات الأمن المركزي. مع ملاحظة أن هؤلاء أعداد محدودة -ربما بضع عشرات- وسط عشرات أو مئات الألوف الذين عبروا.

وتابع "بالتأكيد فإن ما جرى من جانبهم لا ينبغي أن يوضع على قدم المساواة مع حوادث إطلاق النار من جانب الجيش الإسرائيلي على بعض عناصر حرس الحدود المصريين في مرات سابقة، خصوصا أن هؤلاء جيش مسلح، ثم إنهم قوة معادية في نهاية المطاف".

عدونا الحقيقي

[b]أما إذا كان لنا أن نتحدث عن التهديد العسكري الذي تواجهه مصر حقا على جبهتها الشرقية، والذي يهدد أمنها القومي في كل حين، فلن نجد هناك سوى التوحش الصهيوني المدجج بترسانة الأسلحة النووية.

[b]وتفيدنا في هذا الصدد شهادة الدكتور جمال حمدان التي أوردها في كتاب "سيناء في إستراتيجية السياسة والجغرافيا" التي يصوغ فيها الموقف على النحو التالي: من يسيطر على فلسطين يهدد خط دفاع سيناء الأول. ومن يسيطر على خط دفاع سيناء الأوسط يتحكم في سيناء. ومن يسيطر على سيناء يتحكم في خط دفاع مصر الأخير، ومن يسيطر على خط دفاع مصر الأخير يهدد الوادي، يقودنا ذلك إلى القول- والكلام لا يزال للدكتور حمدان -بأن احتلال (إسرائيل) لفلسطين يمثل تهديداً حقيقياً لخط الدفاع الأول عن مصر.

آخر حلقات حصار غزة

وعلى
صعيد الجدار الفولاذي ،الذي تبنيه مصر على حدودها مع قطاع غزة ، زعم
المسؤولون المصريون وعلى رأسهم وزير الخارجية احمد أبو الغيط أن بناءه
يندرج تحت السيادة المصرية وحماية للأمن القومي وهو
ما أثار موجة واسعة من الانتقادات الرسمية الفلسطينية والعربية والدولية
وسخطاً شعبية واسعاً خاصاً وأنها تقضي على الأنفاق التي تعتبر شريان
الحياة الرئيس لغزة ويفاقم معاناة أهل القطاع المحاصر منذ ثلاث سنوات.

رئيس
تحرير صحيفة العربي القاهرية عبد الله السناوي أكد أنّ حجة الأنفاق وكونها
وسيلة لإدخال الأسلحة "هو أمر مشكوك فيه"، خاصة أنّ "هناك أساليب عدة أسهل
بكثير من إقامة الجدار كان يمكن العمل بها لوقف حفر الأنفاق"، مشيرا إلى
أنّ "ادّعاء السيادة والأمن القومي المصري سببين لتبرير وجود الجدار يناقض
الواقع".

وحسب
قوله "لا مجال للحديث عن السيادة في ظل السيادة المنقوصة على سيناء، ولا
يعقل أن تقدّم الولايات المتحدة الأمريكية ما قدّمته في المشروع بغية
الدفاع عن الأمن القومي المصري، بل هو في سبيل حماية (إسرائيل)".

وأوضح
أنّ مشروع الجدار هو آخر حلقات مخطط عزل غزة الذي بدأ بإحكام حركة البضائع
وإغلاق معبر رفح، مرورا بالمذكرة الأمنية التي وقعّتها وزيرة خارجية
الاحتلال السابقة تسيبي ليفني ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس لفرض حصار بحري على غزة.

وأضاف
السناوي " أنّ المعلومات تشير إلى أنّ تصميمات وخرائط المشروع الهندسية
مقدّمة من سلاح المهندسين الأمريكي الذي شارك بعض أفراده في عمليات
التخطيط، إلى جانب تمويل شركة المقاولين العرب لنسبةٍ من هذا المشروع،
الذي تصل كلفته ما بين 70 إلى 100 مليون دولار أمريكي، وأضاف: "ظهر
المشروع بطلب إسرائيلي، وتخطيط أمريكي، الأمر الذي يتناقض مع الأمن القومي
المصري، ويخدم الأمن الإسرائيلي في إحكام الحصار على غزة".

وتعجّب
السناوي في حديثه لتنكّر الحكومة المصرية للعلاقات الوثيقة التي تربطها
بغزة على المستوى القومي العربي والإنساني، مؤكّدا أنّ الجدار سيوجد
العداوة والأحقاد لما سيترتّب عليه من فصل عنصري.

أما حركة حماس التي تحكم القطاع ، أكدت مراراً وتكراراً أن غزة بوابة الأمان لمصر نافية وجود أي تهديد لأمنها كما يصوره البعض ، وعلى
مدار حكم حماس لغزة يتساءل المتابع" كم هي المرات،التي هددت حماس أمن مصر"
بالقياس إلى ما سقناه سابقا ، وفي المقابل فإن العدو الصهيوني قتل عدداً
من حرس الحدود المصري وطالت صورايخه خلال العدوان بيوت مدنيين في رفح
المصرية ولم نسمح صوتاً يقول أن ذلك يهدد أمن مصر القومي ، ولم يعد خافيا
تهديد ليبرمان يقصف السد العالي المصري لإغراق المصريين وهو الآن يمثل
خارجية الاحتلال، هذا فضلا عن عبور سفن وبارجات أمريكية وصهيونية عبر قناة
السويس المصرية ، كل هذا لا يمثل بنظر المسؤولين المصريين تهديداً لأمنهم
القومي ،بينما عبور جياع غزة لسد حاجتهم يعد تهديداً خطيراً لمصر
وانتقاصاً من سيادتها.

وخلاصة
القول ، أن يخنق شعب واقع تحت الاحتلال بأيد "مصرية عربية" بزعم سيادة
الدولة وحماية أمنها القومي أمر غير مبرر وغير مقبول ،ويجعل العشب
الفلسطيني من الناحية القانونية لا يتحمل أي مسئولية لا أخلاقية ولا
إنسانية ولا قانونية ولا أمنية عن أي نتائج سلبية لأي إجراء يقوم به لفك
الحصار عن نفسه لأن العالم يقف أصم، والجانب المصري حتى الآن لم يقدم
بدائل واقعية ومقنعة للشعب الفلسطيني فلا يمكن لومه بأي حال من الأحوال.[/b][/b]