بلدية غزة والدفاع المدني تحذران من كارثة صحية وبيئية بسبب نفاد الوقود

أعلنت بلدية غزة أنها أوقفت نشاطها من الصرف الصحي وتجميع النفايات الصلبة، وذلك بسبب نقص الوقود، محذره من حدوث كارثة صحية على المواطنين.

وقال عبد الرحمن أبو القمبز مدير إدارة الصحة والبيئة في بلدية غزة :" إن قطاع البلديات يوجد فيه 25 بلدية تقوم بتقديم الخدمات الأساسية لحوالي مليون و500ألف مواطن من الخدمات الأساسية التي تقوم بتقديمها البلديات، وهي جمع النفايات وترحيلها ومعالجتها بصورة صحية وبيئية، وتزويد سكان القطاع بالمياه، وهي خدمة الصرف الصحي وهناك خدمات عديدة تقدمها البلديات من حدائق وأقسام أخرى ".

وأضاف :" نحن نعيش في كارثة منذ شهور، حيث أنه سبق في شهر أكتوبر 2007م وحذرنا من وقوع كوارث بيئية إذا تم التشويش على تزويد البلديات بالسولار والبنزين ".

وأوضح أبو القمبز أن احتياج قطاع غزة من مادة السولار لتقديم خدماتها في حوالي 120 ألف لتر شهرياً، مبيناً أن السولار توقف عن البلديات بدايتاً من شهر ابرير 2008م على الرغم أنه كان في الشهور السابقة ".

جاء ذلك خلال لقاء مفتوح نظمته الهيئة الفلسطينية لحقوق المواطن بمدينة غزة اليوم الثلاثاء 29-4-2008م بعنوان " أزمة إدخال الوقود إلى قطاع غزة وأثر ذلك على تمتع المواطنين بحقوقهم الخدمية ".

واعتبرت الهيئة أن انتهاكات جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني ترتقي إلى جرائم الحرب ارتكبت خلال الشهر الحالي وخاصة بعد نفاذ الوقود.

وقال بسام بشناق مدير الهيئة : " لقد ارتكبت قوات الاحتلال في قطاع غزة انتهاكات جسيمة لقواعد القانون الدولي ينطبق على بعضها وصف جرائم الحرب".

وأوضح أن الهيئة لديها المعطيات المتوفرة تشير إلى وقوع عدة حوادث إعدام خارج نطاق القانون وحوادث قتل عمد واعتداءات استهدفت المدنيين وأخرى استخدم المدنيون فيها كدروع بشرية إضافةً إلى العديد من الجرائم والأعمال المحظورة.

وأشار أبو القمبز إلى أن مدينة غزة يتم إنتاج حوالي 500طن من النفايات يومياً مضيفاً:" منذ بداية الشهر توقفت جميع السيارات العاملة في بلدية غزة، مما اضطرت البلدية إلى تشغيل عربات تجرها حيوانات رغم الإمكانيات الضعيفة لدى البلدية، ولكنها سارعت لتخفيف على المواطن بتشغيل حوالي 100عربة من الحيوانات وتجميع هذه النفايات في مراكز غير مؤهلة لاستيعاب هذه الكميات، مشيراً إلى أنه يوجد موقع بجوار ملعب اليرموك وسط مدينة غزة، وهو الآن متجمع فيه أكثر من 7000طن ، وهذه مكرهة بيئية كبيرة من وسط المحيط ".

وأوضح مدير إدارة الصحة والبيئة أنهم في البلدية يواجهوا خطر مباشر على الصحة العامة ، قائلاً:" هذه مشاكل تعاني منها البلدية ووزارة الصحة الفلسطينية، واليوم جميع أليات النقل وترحيل النفايات متعطلة في جميع البلديات ويوجد عندنا 130سيارة متوقفة تماماً ".

وتابع :" هناك مكب النفايات التي يخدم معظم قطاع السكان والواقع جنوب القطاع وتعمل فيه الآليات الثقيلة بدفع النفايات اليوم هذا المكب مقفل ولا نستطيع الوصول إليه، وهناك نفايات طبية تأتي من عيدات الرعاية الأولية والمستشفيات نقوم بوضعها بدون معالجة أو تركها في الساحات العامة يقوم بعبثها للأطفال، وهذا يشكل خطر مباشر على صحة الأطفال ".

وأشار أبو القمبز إلى أنهم يقوموا بتزويد المياه الصالحة للاستهلاك الآدمي في مدينة غزة وقال:" لدينا 40 بئر للمياه وتنتج حوالي 80ألف لتر مكب للسكان البالغ عددهم 60ألف مواطن، وهناك تشويش في انقطاع الكهرباء ونحن نعاني من انقطاع السولار، مؤكداً وجود مشاكل في 22 محطة صرف صحي مليئة بالمياه العادمة التي تحتوي على الميكروبات، تعبث بها الأطفال التي تسبب الأمراض في الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي وغير ذلك.

وبحر غزة يغرق بمياه المجاري ونحن مقبلين على شهر الصيف وحذر المواطنين أنهم سنقوم بوضع رايات سوداء على المناطق الذي يكون في خطر داهم .

كارثة بحق المواطن

من جانبه أوضح المقدم تيسير حماد مسير عام الدفاع المدني أن هناك كارثة في حق المواطن الفلسطيني الذي عانى من وويلات اللجوء والتشرذم وعاني ويلات القتل والسجون والتشريد وعانى ويلات الاحتلال المجرم.

وأضاف:" الدفاع المدني هذا الدفاع الإنساني والخدماتي والذي لا يخضع لأي تجاذبات سياسية وهو جهاز الإنسان في كل مكان وهو العضو في المنظمة الدولية للحماية المدنية والذي يعمل على حماية الأرواح والممتلكات العامة والخاصة وتحت كل الظروف.

وبين حماد أن الجهاز على وشك التوقف تماماً، ووصل إلى تقليص خدماته إلى 30 أو 25% وذلك بسبب نقص الوقود بالدرجة الأولى ونقص الزيوت والمعدات بالدرجة الثانية.

وتابع :" يوجد لدينا حوالي أربعين مركبة موزعة على ثلاثة مهمات وهي الإطفاء والإسعاف والإنقاذ بالإضافة إلى فرع الإنقاذ البحري والذي يعتمد عمله على قوارب بحرية صغيرة وفرع أمن وسلامة المنشات قد توقفت، وتقلص عمل من ثمانية سيارات على مستوى القطاع على 3سيارات ".

وقال :" لو تعرضنا إلى كارثة حربية مثل كارثة عائلة عطا الله لا نستطيع العمل إلا لمدة ستة ساعات، وبذلك يكون الجهاز قد توقف عن العمل، ونحن نتعرض إلى كارثة حقيقية "، متسائلاً أين منظمة الحماية الدولية، وأين مجلس الأمن والدفاع المدني في العالم عليهم أن ينظروا إلى أخوانهم ".

وأوضح أنهم ابتكروا خطة عن طريق الدرجات الهوائية وإعطاء رجل الدفاع المدني طفاية، في حالة وجود كارثة حربية أو صناعية.